بيــان مشــترك

بيــان مشــترك

بيــــان مشترك

 

لن تكون حادثة بث الرعب وسط الكوادر الطبية في 24 يناير في مستشفى رويال كير بالخرطوم هي الأخيرة في عهد الانقلاب، ولَم تكن المرة الأولى التي يراود فيها الرصاص أسطح بنايات المستشفيات وتسمع قعقعته في كل ركن من أرجائها، فمستشفى الأربعين بأمدرمان يشهد حوادث مماثلة بشكل دوري، ومستشفى الجودة بالخرطوم يصاب الثوار في محيطه بالرصاص الحي في ثلاثة مواكب متتالية ولا توجد أية قوة نظامية توفر الحماية للكوادر الطبية العاملة فيه لتؤدي وظيفتها باطمئنان، وكانت ثالثة الأثافي أن تم في يوم 24 يناير أيضاً اعتقال العاملين بمنظمة أطباء بلا حدود بعد نهاية عملهم بالمستشفى ونقلهم إلى المعتقل ليقضوا ليلتهم هناك.

 

الكوادر الطبية لا يكاد يمر عليها موكب دون أن تقابل مضايقات من قبل قوات الانقلاب التي لا يدرك منسوبوها ماهية حرمة المستشفيات، وفِي العيادات الميدانية تعترض القوات الأمنية سيارات الإسعاف والسيارات الحاملة لمشتقات الدم وللعلاجات المنقذة للحياة وتمنع علاج المصابين.

 

من لم يقدر العمل الإنساني الذي تقدمه الكوادر الطبية العاملة بالمؤسسات الصحية المحلية والعالمية هو بالتأكيد غير جدير بالاستمرار لحظة على سدة الحكم، هذا فضلاً على عدم تردده في اعتقال المصابين من داخل المستشفيات في مجافاة صريحة للاتفاقات والمعاهدات الدولية ونصوصها في مجال الحرب والثورات السلمية.

 

عشرات الاقتحامات للمستشفيات خلال عمر الانقلاب القصير جميعها مرصودة لدينا ولا أمل للكوادر الطبية بأن تختفي هذه الظاهرة طالما السلطة الحالية قائمة بيننا، فالكوادر حالها حال عامة الشعب الذي تقف كل قواته النظامية مكتوفة الأيدي وتتملص عن وظيفتها في توفير الأمن والحماية حيال ما يلاقيه من بطش داخل المواكب أو خارجها.

 

رغم ما تعانيه الكوادر من مضايقات إلا أنها لا تتخلف عن أداء واجبها، فمقابل الرصيد الكبير من الصدمة النفسية تمتلك مخزوناً كبيراً من الأمل والوعي بأهمية دورها المحوري في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا.

 

لم يعد قانون حماية الكوادر الطبية -الذي شُرِّع في العام 2020- يُطَبّق، وقوات الشرطة المنوط بها المساعدة في تطبيقه هي نفسها التي يرتكب أفرادها انتهاكات بحق هذه الكوادر، والنيابة هي الأخرى تقف متفرجة حيال ما يحدث وتحتفظ بالقانون في أدراجها.

 

لا تزال الكوادر الطبية تتشبث بأملها في أن يصحو ضمير الجهات العدلية السودانية للتصدي لهذا العنف اللا محدود، فما يحدث الآن ولاحقاً من تعدي على حقوق الإنسان يستفز كل من في نفسه ذرة أخلاق والجهات العدلية ليست بمستثناة.

 

نحن الأجسام الطبية الموقعة نتوجه بالنداء العاجل لكل المنظمات الحقوقية لدعم الكوادر الطبية في السودان لتتصدى لمسئوليتها الوطنية عن علاج أبناء شعبها المتربص بهم بواسطة القوات الانقلابية.

 

28 يناير 2022

 

- لجنة أطباء السودان المركزية 

- نقابة أطباء السودان الشرعية

- لجنة الإستشاريين والاختصاصيين

- لجنة صيادلة السودان المركزية

- تجمع اختصاصيي طب الأسنان السودانيين

- اللجنة المركزية للمختبرات الطبية

- اللجنة المركزية لضباط الصحة