لجنة أطباء السودان المركزية

لجنة أطباء السودان المركزية

لجنة أطباء السودان المركزية

 

"مازلت جميلة.. حرة.. كاملة.. غالية.. محبوبة.. شجاعة.. عظيمة.. ملهمة.. قوية"

 

طيلة عهود الظلام البائدة والمتجددة، احتفظت ذاكرة الطبيبات والأطباءُ في المستشفيات والمرافق الصحية بكل أنواع العنف الموجه ضد النساء، من ضحايا الحروب بكل أشكالها ووحشيتها إلى ضحايا العنف المنزلي اللفظي والجسدي.

شهيدات الحروب والنزاعات في أصقاع السودان وأقاليمه المختلفة، ضحايا التعذيب والاعتقال، المصابات بكافة أنواع الأسلحة، المغتصبات بكل تعاريف الاغتصاب، والمصدومات في فقد عزيز أو رؤية مشهد لا يليق وبنفسج النساء المورق.

استمر هذا المشهد في خضم ثورة ديسمبر فشهدنا الشهيدات في كل مناطق السودان، عشرُ شهيدات وطفلتان. من مريم بعطبرة إلى نادية بزالنجي، وحتى ست النفور والقلوب ببحري، وأخريات ارتقت أرواحهن بالخرطوم، وجذورهن ضاربة في تاريخ أقاليمنا كلها، نصدر لكم تقريراً بهن لاحقا. واكتظت المستشفيات بالمصابات في العاصمة والأقاليم، منهنَّ من فقدت عيناً، منهُنَّ من فقدت طرفاً ومنهن من أُعيقت إعاقةً دائمة. الآلاف من الثائرات في الشوارع على امتداد تاريخنا النضالي ضد الأنظمة الشمولية المتسلطة، هتافاتُهن من حبلٍ صوتيٍّ متصلٍ مع تاريخهن البعيد التليد. يرِدُ المجد من أيام الملكات والرائدات والمناضلات منذ فجر تاريخ السودان القديم.

الطبيبات والأطباء في مستشفيات السودان شهودٌ على كل هذا وغيره من أنواع العنف اليومي في المنازل والطرقات وأماكن العمل والدراسة.

 

يرى الناظرُ قوة نساء السودان في نجاة أحلامهن الإعجازية من كل الأهوال، فقد ظلت شعلة نضالهن الواعي بماهيتهنَّ متقدةٌ رغم القتل والقمع والفقر والمرض، ورغم التهميش والاستغلال والتجهيل. ظللن شامخات الأحلام، واعيات الأهداف، صميمات الطريق.

 

ولثورة ديسمبر المستمرة الآن خصائصها التي جعلت من النساء محوراً مركزياً في أدبياتها؛ فلما كانت الثورة تمثل خلاصةً تاريخيةً لحراكات السودانيين السابقة فإن سَمْتَها النسويَّ الوضَّاح قد كان ناصيتها المطلّة على فجر مشارق المستقبل المنتصر حتماً. نساء السودان من هذه الثورة روحها المتوهج، في كل ركنٍ منها قيادة، في التخطيط للمواكب قبل الخروج فيها، في تحليل الحراك قبل البدء فيه، يسهرن الليالي المتواجدات في رصده ورسم خططه وتأمين أهدافه.

 

لجنة أطباء السودان المركزية تعي تماماً كل الصعوبات والمظالم التاريخية التي وقعت على النساء نسبة لظروف كثيرة ومعقدة، منها الاجتماعي ومنها السياسي، وتتطور هذه المظالم لتؤثر على صحة النساء. عليه، فإننا نؤكد أن إيقاف كافة أشكال العنف ضد النساء هو رسالة فورية التبليغ بالوضوح الكافي، وهدف واجب النفاذ بالإرادة السياسية والوطنية والانسانية. مؤكدين أن ذلك من أسباب سلامة وسواء الصحة النفسية والعقلية للشعوب.

 

هذه هي أرضنا، تتطاول فيها عهود الظلام على النساء ولا يتقاصرْن، بل يزددن شموخاً وقوة، يلهمن أجيال الثورة جيلاً بعد جيل.

 

وان داهم الحلَّال خَتَر.. قادرات على شيل السلاح.

 

#مليونية25نوفمبر

#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية

‏#OrangeTheWorld

#لون_العالم_برتقالياً

 

إعلام اللجنة 

25 نوفمبر 2021