بيان بخصوص توقيع اتفاقية السلام

بيان بخصوص توقيع اتفاقية السلام

تجمع المهنيين السودانيين

 

#بيان 

 

شعبنا المنتصر دوماً

 

ظلت ثنائية الحرب والسلام أحد أهم القضايا التي لم تجد نقاشاً كافياً عبر كل الحكومات السابقة منذ الإستقلال وحتى عهد النظام المخلوع، نتيجةً لهذا الخلل شهدت البلاد حروباً دامية راحَ ضحيتها آلاف السّودانيين وإنفصال جنوبنا الحبيب، جاءت ثورة ديسمبر المجيدة مصححةً لهذه الأزمة التاريخية وقد خرج السودانيون مطالبين بالسلام كجندٍ ثانٍ مقدم بعد الحرية التي انتزعت من فك النظام البائد.

وبعد مخاض ٍ عسير وعزيمة أكيدة من كل الأطراف التي شاركت في ملف السلام وترقب من أبناء وبنات الشعب السوداني تم اليوم الاثنين الحادي والثلاثين من أغسطس بعاصمة دولة جنوب السودان توقيع الاتفاق النهائي للسلام بالأحرف الأولى والذي يعتبر حدثاً تاريخياً فريداً نطمح أن ينقل البلاد من ويلات الحروب التي أقعدت السودان منذ الاستقلال في محطة الجهل والتخلف والتشرذُم إلى رحاب دولة المواطنة التي لا يظلمُ فيها ضعيف ولا يستأسد فيها قوي بقوته.

 

إلى حكومة الثورة، قوى التغييّر، حركات الكفاح: 

إن توقيع اتفاق السلام اليوم بكل تأكيد هو خطوة أولى قد وضعت البلاد في المسار الصحيح أمام عملية التحول الديمقراطي لأول مرة ولن يكتمل السلام مالم تكنْ هنالك رغبة وإرادة للانتقال من الخطوات النظرية التي تم التفاوض عليها إلى خطوات عملية ملموسة يساهم فيها ويحرسها كل السودانييّن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً ووسطاً، إننا ندرك جيداً أن هنالك تحدياتٍ جمة ما زالت تهدد مسار السلام ونطمح أن نشارك جميعاً في إزالتها، كما أن السلام العادل الشامل لا يتأتى دون أن تنخرط الحكومة وكل قوى التغييّر في حواراتٍ جادة ومسؤولة مع بقيه حركات الكفاحِ المسلح التي لم توقع بعد على إتفاق السلام.

إننا نشيد بهذه الخطوة الجبّارة التي تمت في ملف السلام نؤكد ضرورة الآتي:

 

أولاً- أهمية تكوين مفوضية السلام كإستحقاق دستوري ذلك لإنفاذ اتفاق السلام ومتابعته.

 

ثانياً- ضرورة انخراط الحكومة في حواراتٍ مفتوحة تراعي تقديم كل التنازلات الممكنة مع حركة جيش وتحرير السودان بقيادة القائد أ.عبدالواحد محمد النور والحركة الشعبية شمال بقيادة القائد أ.عبدالعزيز الحلو.

 

ثالثاً- ضرورة توسيع وإصلاح قوى الحُرية والتغييّر لإستيعاب الواقع الجديد كتحالف سياسي حاكم.

 

رابعاً- ضرورة تكوين المجلس التشريعي كسلطة رقابية لحماية اتفاق السلام.

 

خامساً- ضرورة الإنفتاح الجماهيري والتبشير الاجتماعي بالسلام خصوصاً في مناطق النزوح وأصحاب المصلحة من تحقيق السلام.

 

شعبنا في الريف والحضر ومعسكراتِ النازحين واللاجئين:

إن التاريخ سيسجل لهذه الأمة أن نكسة الحروب لم تكن سقوطاً، لكنها كبوة عابرة قد طويّنا صفحتها اليوم للأبد وكتبنا عهداً جديداً عنوانه السلام وعمادة البناء والتعمير نبارك لكم هذا الاتفاق التاريخي الذي جاءَ بتضحياتُكم الجسورة ونستلفُ الاعتذار نيابةً عن ملايين السودانيين عن الظلم الذي وقعَ عليكم والخراب الذي حاق بكم ونقول: أن لا مجال في سودانِ اليوم أن توجه الدولة آلتها العسكرية وزخاتِ بارودها صوب صدوركم فهذه الأرضُ لكم تخصُنا وتخصكم وسنعمل جميعاً من أجل بناء ما أفسدته الحروب بالدم والعرق.

 

#فيضان_السودان

#السودان_توقيع_السلام

 

إعلام التجمع

٣١ أغسطس ٢٠٢٠