الدهس؛ وسيلة ابتدعها الانقلاب لغرض القتل والإصابة

الدهس؛ وسيلة ابتدعها الانقلاب لغرض القتل والإصابة

لجنة أطباء السودان المركزية

 

الدهس؛ 

وسيلة ابتدعها الانقلاب لغرض القتل والإصابة

 

منذ فجر الانقلاب كانت الملاحظة الأبرز هي تطور الآلة القمعية وتنوعها، ما يشير إلى رسم قادة الانقلاب لخطة محكمة للتعامل مع الاحتجاجات التي ستخرج ضد سلطتهم، فكان استخدام الرصاص الحي بكثافة في التصدي للمواكب في الأيام الأولى للانقلاب، والذي قل استخدامه بعد ابتدار الحملة الإعلامية المكثفة التي رصدت جنود الانقلاب وهم يصوبون أسلحة الكلانشنكوف والمسدسات والقناصات صوب الثوار وفي أحايين رصدنا تصويب مدافع الدوشكا على المتظاهرين من أعلى سيارات الدفع الرباعي وتسببها في حالة قتل بصورة بشعة في موكب 30 ديسمبر بأمدرمان، ليتم استخدام وسائل قتل وإصابة تم إدخارها مسبقاً لتحل بكثافة محل الرصاص الحي، فكان استعمال سلاح الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع قد أوقع عدداً مقدراً من الضحايا في صفوف الثوار.

 

تزامناً مع استخدام هذه الوسائل احترف جنود الانقلاب ممارسة الدهس بناقلات الجنود، فرصدنا حالات دهس بشارع الأربعين في أمدرمان في أوائل شهر يناير المنصرم بواسطة ناقلات جنود، ما تسبب في إصابة بليغة لأحد الثوار.

 

كذلك رصدنا حالات دهس بشعة بمواكب العاصمة الخرطوم والولايات كان عنوانها التهور واسترخاص الروح والثقة بالإفلات من العقاب.

 

وأخيراً في مواكب 4 أغسطس رصدنا حالة دهس لثائر أدت لحدوث كسور متعددة وتهتك في الكبد بضاحية بري وما زال يتلقى العلاج بالمستشفى.

 

منذ اليوم الأول للانقلاب رصدنا عدد (2) حالة استشهاد وعدد (125) حالة إصابة بالدهس.

 

ولعل أبرز حالات الدهس هما الحادثتان اللتان أودتا بحياة شهيدينا:

 

1- الشهيد: مجتبى عبدالسلام عثمان، 23 سنة

أصيب نتيجة تعرضه للدهس بعربة تتبع للقوات النظامية في مليونية 5 مايو وارتقت روحه في نفس اليوم.

-موقع الإصابة: مواكب الخرطوم

 

2- الشهيدة الطفلة: روان طارق إلياس، أصيبت نتيجة تعرضها للدهس بعربة تتبع للقوات النظامية في مواكب 7 يونيو وارتقت روحها في نفس اليوم. 

-موقع الإصابة: مواكب الخرطوم. 

 

 ورغم ثبوت تورط الشرطة في الحادثة إلا أن نيابة الانقلاب -وبعد مرور ثلاثة أشهر- لم تنشر تحقيقاً مفصلاً إزاء الحالة، وهي التي تسابق الخطى لمحاكمة الثوار بحالات وفيات غامضة وغير واضحة البيّنات لمنسوبي الانقلاب.

 

إن الاستخدام المكثف للدهس بآليات الشرطة ظل هو الهاجس الأبرز الذي يراود الثوار في المواكب الأخيرة، بعد أن أصبحت هذه الآليات تقتحم الحشود دون أن يضع سائقوها اعتباراً لوجود فئات ضعيفة بالمواكب.

 

نناشد منظمات حقوق الإنسان لوضع هذه القضية على صدارة اهتماماتها وتدويلها إعلامياً للفت انتباه الدوائر القانونية المحلية والعالمية، لتعلم بمأساة شعب السودان الذي تترصده هذه الآفة القاتلة.

 

إن ازدياد وتيرة العنف وتنوعها يشير بقوة إلى تورط النظام البائد في الجرائم التي ترتكب في حق شعبنا، وذلك لعلمنا بإجادته احتراف وسائل العنف وكذلك لأنه هو المستفيد الأبرز من استمرار الانقلاب الذي سيضمن إفلات قادته من العقاب، وهو بهذه الطريقة سيستغل استخدام جهاز الشرطة -المسيطر عليه- لإراقة كل الدماء للمساومة ولإيجاد أرضية أو نصيب من السلطة في مقبل المراحل. 

 

⭕️ تنويه:

مرفق فيديو يحوي عدداً من مشاهد الدهس تم تصويرها بواسطة الثوار.

 

إعلام اللجنة

12 أغسطس 2022

 

مرفق فيديو يحوي عدداً من مشاهد الدهس تم تصويرها بواسطة الثوار؛ للمشاهدة إضغط هنا