السادس من أبريل
السادس من أبريل

السادس من أبريل

السادس من أبريل 

 

 

يومَ لا مقياس إلا الكمال

يومَ لا ضجيج يصرف مرايا قلوب الثوار المقعرة عن تركيز كل أشعة النور التي تصيبها في نقطة واحدة. ذلك أن قدر ملايين العقول قد وصل مكاناً علياً، فضجةٌ ليست منها لن تطالها إذّاك

 

 

تأتي هذه الذكرى الأولى لأحد أعظم الأيام في تاريخ شعبنا القديم العظيم، وبلادنا ما زالت تخطو خطوتها الأولى المثقلة بآثار عقود من الفشل والفساد والاستبداد، وشوارع الثورة الغلابة ستدفعها إلى الأمام حتماً.

 

لا شك أنها ذكرى تثير الشجون بمثلما تبعث على الفخر والاعتزاز، فآمالنا قد وصلت عنان السماء وقتها، الأمل الصادق والممكن بأن ينهض مارد إفريقيا القوي. 

 

يا شعبنا العظيم إن الحكم لك، وإن مقامك العالي لا تطاله مزايدات وأنت من وهبت قلبنا ثباتك العظيم، تأتينا هذه الذكرى للتأكيد على الحاجة الملحة لاستمرار الثورة في مرحلتها الثانية -مرحلة البناء- فإن زالت شدة الاستبداد والفساد والفشل؛ فإن بأسنا المتجلي باقٍ ما بقيت شدة البناء وسنبني. 

 

إن أفضل ما نهنئك به نحن أبناؤك معشر الأطباء هو العهد بالتزامنا جانبك الصحيح المطلق، لنعمل من أجل حقك في تحسين النظام الصحي المنهار، بموازاة عملنا من أجل حقوقنا في ممارسة المهنة بكرامة.

 

الأطباء رأس رمح الثورة الملتهب، 

 

لعل أكثر ما يقلقنا الآن هو الوعي بخطر انتشار جائحة فايروس كورونا في بلادنا المنهكة، وتتزايد المخاوف من وعينا برداءة أسباب السلامة والأمن، وإنه لمن المؤسف أن عائد تضحيات الجيش الأبيض الثائر هو المزيد والمزيد من الانتهاكات وتدهور الحقوق. وقد قاومنا النظام البائد بصلابة حتى سقط، إلا أن رداءة واقع الأطباء لم تسقط، نحن من أروى حلوق الصمت بالهتاف فابتلعنا العلقم، أردنا تشجير صحراء نظامنا الصحي فأكَلَنا الملح.

 

نؤكد أن معركتنا مستمرة من أجلنا جميعاً ومن أجل شعبنا كله في مطالبنا :

 

- قانون حماية الأطباء والكوادر الصحية.

- تحسين بيئة العمل بما يكفل تقديم خدمة محترمة تليق بالمواطن السوداني، وبيئة مناسبة لممارسة المهنة.

- تحسين ظروف التدريب بما يكفل تأهيل الطبيب السوداني. 

- تحسين رواتب وحوافز الأطباء. 

 

نؤكد أن هذه المطالب هي المنفستو الذي توافقنا عليه جميعاً منذ تأسيس لجنة أطباء السودان المركزية، التزامنا به مطلق حتى تكوين نقابتنا الدائمة بالعمل مع الشركاء في المكتب الموحد للأطباء لمواصلة الرحلة الطويلة المرهقة.

 

الأطباء الأماجد،

 

عطفاً على حالة الطوارئ الصحية المعلنة في البلاد نؤكد أن هدفنا العاجل بين هذه الأهداف هو إجازة قانون حماية الأطباء والكوادر الصحية في أسرع وقت وانزاله حيز التنفيذ فوراً، يظل هذا الهدف عاجلاً لوعينا الكامل بإمكانية تحقيقه فلا تعجيز فيه، وإدراكنا الكامل أنه حق أصيل فلا مزايدة فيه، وخوفنا الكبير على صعوبة استمرار تقديم الخدمة بدونه، ولتعلم أجهزة الدولة أننا رصدنا ما يقرب عن عشرين حالة اعتداء على الأطباء خلال آخر شهرين فقط، وتلك إحصائية مرعبة لا يصلح معها العمل أبدا لولا تقديرنا للظروف.

 

 سنظل نتابع مسار إجازة القانون على أن نحدد سقفاً زمنياً نتفق عليه، تتحمل بعده الدولة مسؤولية العمل في المستشفيات والمنشآت الصحية.

 

 نناشد في هذا اليوم المجيد جميع قطاعات الشعب السوداني الحية وقواه الثورية بالوقوف ضد الاعتداءات، والتضامن من أجل تمرير قانون حماية الأطباء والكوادر الصحية.

 

عاش شعب السودان منتصراً

عاش السادس من أبريل إلهاماً وذكرى

 

إعلام اللجنة

٦ أبريل ٢٠١٩م