بيان تحذيري حول انهيار النظام الصحي

بيان تحذيري حول انهيار النظام الصحي

لجنة أطباء السودان المركزية 

 

((بيان تحذيري حول انهيار النظام الصحي))

 

خرج السّودانيون إلى الشوارع نفوسهم ملأى بالتغييّر المنشود وقلوبهم متحدة؛ خرجوا في القرى والمدن والأرياف من أجل عزة وكرامة وصحة الإنسان السوداني التي أهانها النظام البائد دون وازعٍ أو رادع، فقد هُجٌرَ الأطباء والكفاءات العلمية ودمرت المستشفيات العامة بفعلٍ ممنهج؛ وفي المقابل سُلِّعَت وخُصخِصت الصحة وغابت الخطط والدراسات الصحية طوال الثلاثينن عاماً الماضية.

 

نعلم أننا قد ورثنا نظاماً صحياً متهالكاً يعاني من تشوهاتٍ بنيوية كبيرة، وما زاد الوضع سوءً هو انتشار جائحة كورونا التي ما زالت تضرب جزء من مناطق البلاد خصوصاً الولاية الشمالية بعد تخفيف إجراءات الوقاية والحظر.

 

الطبيبات والأطباء الشرفاء: 

تابعنا بكل حرصٍ المشاكل التي تعاني منها مراكز العزل الصحي الخاصة بجائحة كورونا والظروف القاسية التي يعاني منها الأطباء والكوادر الطبية (مشكلة السكن، الإعاشة والترحيل وعدم صرف الأطباء لاستحقاقاتهم المالية لعدة أشهر) والتي أثّرت بصورة مباشرة على إستقرار العمل في مراكز العزل وعيادات الفرز البصري في المستشفيات ما أدى إلى خروج عدد من المراكز عن تقديم الخدمة (مع إمكانية خروج أكبر مراكز العزل في الولاية) وخروج أغلب مستشفيات ولاية الخرطوم عن تقديم خدمات الطورائ حدث كل ذلك دون أن نرى تحركاََ ملموساََ من اللجنة العليا للطورائ الصحية ومجلس الوزراء ووزارتي الصحة الولائية والاتحادية يوازي حجم الكارثة الصحية رغم كل النداءات المستمرة بضرورة حل مشاكل أطباء مراكز العزل الذين ليس لهم أي صلةٍ بما يدور بين مكونين للجهاز التنفيذي في الدولة (وزارة الصحة ووزارة المالية).

 

الأطباء والمواطنون الشرفاء: 

إننا إذ نتأسف على ما وصل إليه حال الصحة في البلاد نحمّل المسؤولية كاملة للدولة التي تتحرك ببطء في هذا الملف الحساس، وكنا قد استبقنا هذا البيان بمذكرة مشتركة عاجلة إلى لجنة الطوارئ الصحية تحوي مطالب أطباء مراكز العزل والفرز البصري حتى نتدارك ما يمكن تداركه، كما ظللنا نتابع بصورة لصيقة معضلة سكن داخلية حسن إبراهيم مالك منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بصورة يومية تارةََ مع اللجنة العليا للطوارئ الصحية وأخرى مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم ومراتِِ كثيرة مع مجلس الوزراء، وطرحنا عدة حلول تفادياً لتأزم الموقف. 

 

بعد أن تعقد المشهد في الأيام الماضية طرقنا أبواب اللجنة العليا للطورائ الصحية مرةً أخرى ولم ترتقِ الاستجابة لمستوى الحدث. 

 

الأطباء الأوفياء:

قد بُلغنّا قبل لحظات بأن اللجنة العليا للطورائ قد خاطبت وزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية بخصوص السكن وهنالك اجراءاتٍ عملية بخصوص هذا الملف ستتم خلال اليوم، إننا إذ نثمن هذه الخطوة رغم تأخرها نطالب وزارة الصحة واللجنة العليا بضرورة حل هذه المشاكل بصورة نهائية.

 

 

إعلام اللجنة 

١٠ أغسطس ٢٠٢٠