خطاب إلى جماهير الأطباء

خطاب إلى جماهير الأطباء

 

لجنة أطباء السودان المركزية

 

خطاب إلى جماهير الأطباء 

 

نقف اليوم في التاسع والعشرين من رمضان أمام ذكرى خالدة بكل حزنها وبكل مشاهدها الباسلة، لنعزى الوطن في تاريخه الممتد في شهداء فض اعتصام القيادة العامة، مئات الشهداء الذين لولاهم لما كنا في هذه المحطة المهمة من محطات الثورة السودانية الظافرة.

كما نتقدم بالتهنئة إلى كل المسلمين من أبناء شعبنا بمناسبة عيد الفطر المبارك، نسأل الله أن يعيده على بلادنا بالخير، وأن يرفع عنها البلاء.

 

الطبيبات والأطباء،

نبض السودان الخافق أبدا،

لقد كان عهدنا الدائم أن مسيرة عقود من النضال في سبيل قضايانا المهنية تمضي في موازاة نضالنا الخالد مع جماهير شعبنا وقضيتنا الوطنية الراجحة حتماً، لم تلن لنا قناة ولم نفقد الأمل في النصر، فكانت تراكمات الحراكات البيضاء يبني لاحقها على سابقها، حتى اكتسب الأطباء من المعارف النقابية والوطنية ما يجعلهم في درجة عالية من الوعي بالحقوق والواجبات، وما يجعلهم يشخصون داء التردي المريع في مجالنا الصحي ويوصفون له الدواء حقوقاً كاملة الاستحقاق للمرضى وللكوادر.

 

ولما ارتقى وعينا الأبيض الوضاح بكل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية لقضايانا المهنية؛ صممنا جميعاً على إزالتها إلى الأبد، فكنا جميعاً رأس رمح الثورة على نظام الحكم البائد بكل سوئه وإجرامه وفشله الذي لم يترك أفقاً لأي حلول ممكنة للأزمات الوطنية التي ظلت عالقة. 

وقد أسقطنا نظاماً ليس منا في شيء، والتحمنا مع جماهير شعبنا لنبني وطننا خطوة بخطوة، نجاهد النفس عن تعجلها، كما ندافع عن حمى الثورة ضد القوى الساقطة التي ما فتئت تضع العراقيل أمام مضي مارد أفريقيا القوي.

 

يا زميلات وزملاء المهنة والواجب،

نخاطبكم اليوم لنعلمكم أننا على مرمى حجر من إجازة قانون حماية الكوادر الطبية بصورته النهائية والدائمة، القضية التي ناضلنا من أجلها سنين عددا، وقدمنا في سبيلها التضحيات الجسام، واحدة من القضايا المفصلية في حراكاتنا المستمرة والتي لن تتوقف حتى تمام إنجاز نظامنا الصحي المحترم للمواطن وللطبيب.

 

إن الاعتداءات على الكوادر الطبية كانت ولا زالت تمثل عقبة كؤود في طريق تقديم الخدمة الطبية اللائقة بالإنسان السوداني، مما دفعنا جميعاً إلى اتخاذ خطوات حاسمة فى كثير من الأحيان لكنها ليست حلولاً دائمةً بطبيعة الحال، فكانت الحاجة الماسة إلى قانون يحمي الكوادر الطبية ويضمن استقرار الخدمة في المرافق الصحية، فتم اقتراح القانون بواسطتكم في حراكنا الخالد في العالم ٢٠١٦ حين قررتم جميعاً الدخول في الإضراب المهني المهيب الذي هز عرش النظام البائد، بمطالب محددة:

 

 - تحسين بيئة العمل

- قانون حماية الكوادر الطبية

- تحسين عقود التدريب

 

وتعلمون جميعاً أن نتائج ذلك الإضراب المهيب لم تكن كافية في ناحيتها العملية، بيد أنها كانت عظيمة وتاريخية في جانبها الوطني الاستراتيجي، فصقلتنا تلك التجربة وزرعت في قلب كل طبيب منا أن الثورة على النظام الذي فصل واعتقل وعرقل الأطباء، هي الخطوة الأولى والضرورية والحاسمة حتى نجد واقعنا الصحي اللائق بنا وبشعبنا، ولما استمر التردي العام في الخدمات الصحية، واستمرت الاعتداءات في ظل حكومة الثورة، تقدم المكتب الموحد للأطباء بمسودة القانون في أول شهور الحكم الانتقالي إلى وزارة العدل، وقد تسبب البطء في عملية تمرير القانون في مزيد من التجاوزات والاعتداءات بما يتجاوز الخمسين اعتداء جميعها موثقة ومعلومة لدينا، فكان قراركم الحاسم الذي يشبه ثورتكم الواضحة المعالم أن لا عمل ما لم تتم إجازة القانون، نقدم اليكم خلاصة ما تم الاتفاق عليه خلال هذه المدة الزمنية القصيرة:

 

- تم عقد عدد من الاجتماعات مع أجهزة الحكومة الانتقالية ممثلة في رئيس الوزراء ووزير العدل.

 

- التأمين على إجازة القانون في ظرف زمني لا يتجاوز الأسبوع.

 

- تم الاتفاق والتأمين على توفير شرطة متخصصة للمستشفيات ومدربة على التعامل مع الأوضاع داخل المرافق الصحية وعلى التعامل مع الكوادر والمرضى والمرافقين.

 

تمثل هذه الخطوات التي تمت خلال هذه المهلة الزمنية القصيرة التي حددتها إرادتكم الباسلة، نقلة نوعية في طريق إجازة القانون، وخطوة كبيرة نبني عليها العمل المشترك من أجل إصلاح نظامنا الصحي كله، لإدراكنا التام أن قانون حماية الكوادر الطبية وإن كان إنجازاً ضخماً للعاملين في الحقل الصحي، إلا أنه ليس غايتنا النهائية، ولن يحمينا لوحده من الاعتداءات، لذلك فإن حراكاتنا ستستمر من أجل إنجاز الملفات الآتية:

- تحسين بيئة العمل بالمستشفيات

- تحسين عقود وظروف التدريب

- هيكلة النظام الصحي والنظم الإدارية واللوائح المنظمة للعمل في المرافق الصحية.

 

في ختام الخطاب،

نتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في وضع القانون وفي اقترابنا من إجازته أكثر من أي وقت مضى.

نشكر الزملاء في التحالف الديمقراطي للمحامين، الناشطين الحقوقيين من مختلف المجالات، وكل من تضامن معنا في قضيتنا العادلة.

 

سنقدم لكم عرضاً لمسودة القانون بصورتها النهائية على أن يتم عرضه على جماهير الأطباء في الوسائط والإعلام.

 

سنقوم بنشر النسخة النهائية للقانون حال إجازته النهائية.

 

إعلام اللجنة

٢٣ مايو ٢٠٢٠

#قانون_حمايه_الكوادر_الطبيه

#ذكرى_مجزره_القياده

#نتائج_لجنه_التحقيق