لجنة أطباء السودان المركزية - بيان للناس

لجنة أطباء السودان المركزية - بيان للناس

لجنة أطباء السودان المركزية

 

بــيـــان للنـــاس

 

تحيةً واحتراماً

 

عندما أتت الثورة كان حلمنا الأخضر معقود على مقدرة أبنائها على تحقيق أهدافها وهذا يتطلب وحدتهم وثقتهم في بعضهم البعض (دون تفريط)، وتفكيك دولة التمكين ولكن يبدو أن سبعة أشهر من تاريخ أداء الوزراء للقسم لم تكن كافية لتنظيف وزارة الصحة الاتحادية من رموز نظام الإنقاذ المباد بأمر شعبنا، وما حدث في اجتماع وزارة الصحة الاتحادية بقاعة الصداقة بتاريخ 26 أبريــل 2020 فاق مقدرتنا على الصمت والصبر فالمنصة التي اعتلاها اثنين من عتاة الكيزان (بابكر المقبول مدير إدارة الطوارئ الاتحادية وعبدالعظيم كبلو رئيس المجلس الطبي بعد مضي عام على الثورة) فتحت أبوابها بتضحيات جسيمة وغالية، فهل كان عصياً على الوزير أن يقوم بتغيير من يقوم إخوته بالتشكيك في وجود كورونا وتسيير المواكب وتضليل الرأي العام ليلاً ونهاراً (في ظل إعفاء أبناء الثورة الأبرار أمثال د. أسامة أحمد عبدالرحيم ود. علاء نقد وليست محاولات بعض رفاق القضية بالذهاب للوالي المكلف لإنهاء تكليف د. الفاتح عثمان ببعيدة وتخطت مقدرتنا على الفهم، فلو كان هناك رافع أو دافع لذلك فليفيدوننا)، أما مجلس وزراء الثورة فقد اكتفى بالإبقاء على الأوضاع كما هي في أهم مؤسسة مهنية وهي المجلس الطبي السوداني (الرئيس ونائبه والأمين العام) وهذا حال كثير من المجالس والمفوضيات والأجهزة والدواوين والصناديق والإدارات.

 

إن محاولات الابتزاز الرخيص التي يمارسها البعض ظناً منهم أنها سر صمتنا، لقد اسأتم الفهم ولم تلتقطوا أنَّا قد آثرنا ذلك (حباً وعشقاً لشعبنا وثورته التي هزتها سهام التخوين والتخوين المضاد) وتسامياً فوق المناكفات وتنازلاً لدعم وزارة الصحة في مساعيها لاحتواء الجائحة، وما يشاع في السر سنرد عليه في العلن، فمحاولات البعض للزج باللجنة في سيناريوهات كاذبة ومضللة عن أن اللجنة قابلت رئيس مجلس السيادة وقاموا بتسليمه مذكرة لإقالة وزير الصحة د. أكرم علي التوم هو محض اغتيال لشخصية اللجنة الاعتبارية التي ترسخت في أذهان الأعداء قبل الرفاق وليقدموا (برهانهم) إن استطاعوا ولن يستطيعوا، وأن خلافاتنا مع الوزير هي خلافات مهنية وفنية تكلمنا فيها معه بشكل مباشر وأعلناها للعلن، وفي يوم إعلان أول حالة كورونا في السودان جمدنا كل الخلافات وأنشطة اللجنة الأخرى وأعلنا دعمنا الكامل لوزير الصحة الاتحادي والوزارات الولائية وأننا سنكون مع الشركاء من الأجسام الطبية مِعولهِ الذي سيبني به جداراً يحمي شعبنا ويجنبها أهوال الـ(كورونا) فكنا في مقارها منذ مساء الإعلان وإلى الآن وسنظل فيها ندعم إداراتها حتى نخرج جميعاً بأخف الأضرار ونخفف على وطننا ومواطنينا، إن أدب الثورة الذي تعلمناه ألّا بناء من غير دعم ولا دعم من غير (تقييم وتقويم) لن نختار بعد هذه الثورة العظيمة أن نكون بطانة أحد أو توابع أحد ولكن المهنية هي إطار مسيرنا ومعاولنا مكرسة لبناء هذا الوطن لا لتكسيره وتمزيق وحدة ثواره (السابقون واللاحقون)، لم نبرح أماكننا من أجل الظفر بما يظنه البسطاء مغنماً يتهافتون إليه وإنما مسئولية كبيرة إرتأينا أن يتولاها الأصلح والأجدر وليس الأكثر نضالاً أو اعتقالاً من بيننا، أما النقابة فهي امر حتمي لا نرجو من ورائه سوى أجر المبادرة وتسليمها للمنتخبين من القواعد ترسيخاً لديمقراطية غائبة لسنوات وتتويجاً لنضالاتكم وصبركم وجلدكم وأننا أكثر حرصاً من الأصوات التي تعالت (وذهبت إلى تجريمنا بمحاولة السطو عليها) لتسليمها فجر اليوم قبل بعده ونحن واثقون تماماً أن هذا هو ديدن شركائنا في المكتب الموحد ونعمل سوياً من أجل هذا.

 

نحمل هياكل الحكم الانتقالي (تنفيذي، سيادي، نيابة وقضاء) الفشل في حماية الكوادر الطبية والصحية من سلسلة الاعتداءات ومن الإصابة بجائحة كورونا فلم نلامس منها سوى كلام معسول، وواقع مختلف نلامسه بشكل يومي في الارتكازات وفي تقاعس أفراد الشرطة عن حماية الكوادر من التعدي والضرب في ظل ظروف صعبة وقاسية (غير صالحة للعمل) نعمل فيها، وقيمة الكوادر النفيسة غير مرتبطة بجائحة ولكن هم صمام أمان وثروة نفيسة بتشتتها وتسربها وفقدانها يصبح الأمن القومي مهدداً وتصبح كل قضايا الوطن على المحك فالصحة هي المدخل للسلام والتعافي الاقتصادي والتنمية المتوازنة والمواطنة المتساوية. أخفقنا حين تراجعنا عن كثير من المهام ولكن معالجتها ستكون بقيام نقابة أطباء السودان التي نحب ونرضى والتي بالضرورة ستملك أدوات اكبر في تصحيح هذا الواقع واستعدال مساره وإلى ذلك الحين لا نملك سوى التمسك بالروح الرفاقية والوحدة التي عبرت بالثورة وستعبر بنا.

 

جائحة كورونا تتمدد وتتوسع كل يوم وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة تقوية مردود وزارات الصحة والتزامها اتجاه النظام الصحي (الهش) والذي سينهار إذا فقد ثقة الشعب وهذا يتطلب تمكين وزارات الصحة بشكل أكبر من قبل الدولة وتسخير كل إمكانياتها لها في الأتحادية والولايات، وهناك ملاحظات وجيهة يجب أن تجد حظها من المعالجة والمتعلقة بالاستجابة لنداءات المواطنين الذين يشتبهون في أنفسهم وتوجييههم بالصورة المطلوبة، نعلم أنه حمل ثقيل ولكن #سوا_بنقدر.

 

الرحمة والخلود لشهداء الشعب السوداني جراء هذه الجائحة والمجد لشهدائنا من الكوادر الطبية في السودان وعبر العالم في مختلف بقاعه، رسالتنا المهمة للشعب السوداني: لن تسيروا لوحدكم أبداً فنحن معكم وسنفديكم ما حيينا، فقط افهموا أن لا نجاة من غير التزام ولا سلامة في وجود استهتار، ونجدد دعمنا غير المشروط لوزارة الصحة الاتحادية والولائيات ونُذَكِّر أن الأجسام الطبية هي من ستصنع الفارق بعد دمار وخراب طيلة ثلاثين عاماً فهي من اسقطت النظام المباد من أجل البناء ومواقفهم تشهد بوطنيتهم دون فرز أو حصر.

 

ختاماً : الأطباء رفاق المهنة والواجب تحملنا معاً وعر الدروب لننتقي صدر السماء لشعبنا. واقسمنا بدماء شهداءنا أن نجعل من مهنتنا نبراساً ومن خدمتنا منهاجاً ومن راحة شعبنا هدفاً، لن نتوانى عن الاستجابة لما تطلبون من واقع بحجم الطموح والتضحيات فما نحن إلا تكملة لحلقات عقد فريد يلتف حول قضية الوطن العادلة، ومنذ بواكير العام (2016) زلزلنا عرش الطغاة (امتداداً لرواد سبقونا) بل اسقطناه إلى مزبلة التاريخ وكتبنا صحيفتنا في ذاكرة الجمال الأممي بوحدتنا وقوتنا وصبرنا وثقتنا في بعضنا البعض وفي عدالة قضيتنا المنتصرة.

 

إعلام اللجنة

٣٠ أبريل ٢٠٢٠